فوائد الصور البلاغية والاستعارات في الكتاب المقدس
السؤال:
لماذا يستخدم الكتاب المقدس الكثير من الصور البلاغية والاستعارات؟
الإجابة:
يتساءل البعض، هل الصور البلاغية والاستعارات في الكتاب المقدس تجعله صعب الفهم؟ أعتقد أن السؤال الأول هو: ما الذي يقصده الله عندما يستخدمها؟ وما إذا كان يجعل فهمه أصعب أم أسهل، فهذا سؤال ثانوي. إن كان الله يقصد لنا أن نفسر الرموز والاستعارات، فهذا إذاً ما علينا فعله. ولكني أعتقد أن الإجابة على هذا السؤال هي، الأمر يختلف. هل من الأصعب بالنسبة لنا أن نفسر الرموز والاستعارات؟ حسناً، في الكثير من الأحيان بالنسبة للغربيين، أي من هم من الثقافة الغربية، يصبح الأمر أصعب، لأننا لسنا معتادين على هذه الأشكال من التواصل، ولكن بالنسبة للأغلبية العظمى من العالم، أي غير الغربيين، فهو أمر طبيعي تماماً، في الحقيقة، وفي بعض الأوقات، نجد أن هذه هي الطريقة المفضلة في الحديث والتواصل. قيل في الكثير من الأحيان، أن الأطفال يفهمون سفر الرؤيا أفضل من الكبار، مما يذكرنا بما كتبه سي أس لويس في مؤلفهسجلات نارنيا. عندما وصل الأطفال إلى سن معين، لم يعد من المسموح لهم أن يرجعوا إلى نارنيا. فقد بلغوا، وكبروا أكبر من المتطلبات الخيالية التي يحتاجونها للذهاب إلى نارنيا. وبحسب تقديم سي أس لويس لهذا الأمر، فإنه ليس بالأمر الجيد. حتى أنه يستودع لنا منظور مفتوح وغامض للعالم، بدلاً من المنظور الاختزالي، والدقيق، ذا الصيغ للعالم. وبالتالي، فللإجابة على السؤال، بالرغم من أن الله لم يعلنها: "فإن هذا هو السبب الذي يجعلني أستخدم الشعر والرموز"، أعتقد أنه يمكننا أن نفهم بوضوح أن الله يستخدم الرموز، ويستخدم الصور البلاغية، والاستعارات، ليعطينا فهم أعظم للسمو. إن الاستعارات تقدم الصراع في الأفكار أو المفاهيم التي تجعلنا نفتح أعيننا بشكل أكبر. كما أنها تخاطب الشخص كله بشكل أكبر، فتخاطب المشاعر، كما الفكر. ويمكننا أن نتعرّف على اللغة المجازية لأنها تربط المفاهيم بالاختبارات الحسية، سواء أكان الرؤية، أو الصوت، أو الرائحة، إلخ. وبالتالي، لا أرى كيف يمكننا أن نعرف الرب بعيداً عن أي شيء يفضله. في المقابل، لا أرى كيف يمكننا أن نعرف الرب بعيداً عن الرمز، والاستعارة، والصور البلاغية.
يعد القس مايكل جي. جلودو أستاذ مساعد للدراسات الكتابيّة بكلية اللاهوت المُصلحة بمدينة أورلاندو، بولاية فلويدا.